قيد الوفـــــاء
The Devil at Archangel

الكاتبة : ساره كريفن
-----------------------
الملخص
------------
وجدت كريستينا نفسها بلا بيت ، بلا اقارب ، بلا مهنه وبلا مال كخشبة طافية على وجه الماء في بحر هائج، لذلك وافقت بلا تردد على عرض صديقة عمتها بالسفر معها الى جزر البهاماس كمرافقة وسكرتيرة ، وهناك تحاول السيده براندون تزويج كريستينا من حفيدها ثيو لتضمن له الميراث . الا أن ديفلين ابن شقيقتها يكتشف لعبة خالته وما تنطوي عليه خاصة أنه الوريث الحقيقي واعتقاده بأنها تحب ثيو يمنعه من الاعلان عن عواطفه او الدفاع عن حقوقه. كريستينا الوحيدة ، الضعيفة تخفي حقيقه مشاعرها إتجاه ديفلين وتنساق لرغبات صديقة عمتها السيده براندون التي ساعدتها في احلك ظروفها. ولكن القدر يأبى ان يقع الظلم على قلبين عاشقين فيتدخل في اللحظات الاخيرة
------------------------
الفصل الأول : القدر الغامض
------------------------
" والان ، المجموعة الرابعة والثلاثون ! تمثالان صغيران ، سيداتي وسادتي ، من يحب أن يعرض سعرا ؟". وتحولت نبرة بائع المزاد العلني الى همس خافت عندما أغلقت كريستينا وراءها باب غرفة الطعام بهدوء ، ومشت بخطى بطيئة عبر الممر الضيق المؤدي الى مدخل البيت الصغير الخلفي.
------------
لقد إرتكبت خطأ فادحا في البقاء لحضور المزاد العلني ، إنها تدرك ذلك الان ، حذّرها السيد فريث من مغبة تجربة كهذه ، تجربة مشاهدة محتويات منزلها معروضة للبيع ، وهي التي الفتها طوال ستة أعوام ألفة حميمة ، يا ليتها اصغت اليه وتوارت عن الأنظار ، ولكن عاطفتها كانت أقوى من ان تقاوم ، غمرها شوق خفي لأقتناص فرصة لشراء ولو قطعة صغيرة من تحف عرابتها ، لتحتفظ بها كذكرى سعادة غابرة. ولكن جاءت الأسعار المعروضة لشراء الآنية الصينية ، وقطع الأثاث والتحف الأخرى لتذكرها بمدى إفلاسها. كم ستفرح عائلة ويبستر بنتيجة المزاد ، راتهم يجلسون في آخر الغرفة ، يتبادلون إبتسامات الظفر ، كان كل شيء بالنسبة اليهم يسير على ما يرام ، ولا يفيدها الآن إقناع نفسها بحقهم الشرعي في التصرف هكذا ، لم يدعوا فرصة تفوتهم إلا وشددوا على حقهم البديهي ، وهي تعرف أنها لا تملك أي حقوق من الناحية القانونية ، ولا علاقة للمثل الأخلاقية في مثل هذه الأمور.
------------
مشت بكآبة الى المطبخ الخلفي ، كان ، كبقية البيت ، خاويا من كل قطعة قابلة لبيع ، وبدت خزانة الحائط الكبيرة كالحة ، مهجورة ، لا اثر للآنية الزخرفية والنحاسية على رفوفها. توجهت الى المغسلة ، وفتحت صنبور الماء البارد ، ورشفت من راحتيها لتطفىء عطشها ، ثم مسحت جبينها بقطرات منعشة
------------
كانت لا تزال عاجزة عن إستيعاب التغيير المفاجىء في حياتها واوضاعها ، وعرفت أن عليها التفكير في المستقبل ، ورسم خطة ما ، تماما مثلما اخبرها السيد فريث عدة مرات ، ولكن كيف ؟ بدا لها أنها كانت تعيش في سعادة منحتها إياها العمة غريس ، تلك المرأة الحنونة والمستبدة في آن معا ، والتي رعتها بنية حسنة بعد ان أصبحت يتيمة كافضل عرابة ، ولكنها لم تساندها في اللحظة الحاسمة من حياتها. ولكن ، وكما أشارت فيفيان وبستر باسلوبها المتعالي ، ما الذي كانت تتوقعه من إمرأة لا تربطها بها صلة قرابة ودم ؟ وكانت هذه عبارة السيدة وبستر المفضلة ، مع تجنبها الإقتراب من العمة غريس عندما كانت حية ، او الإهتمام بها وبصحتها. ولم تكن العمة غريس ، في أي حال ، بسيطة العقل ، كانت تعرف مدى إعتماد إبنة اختها عليها ، وتركت كل شيء في وصيتها لفيفيان ويبستر ، ولم تذكر كريستينا بخير أو شر ، وهي التي لازمتها طوال حياتها ، وتولت امور البيت الصغير وساعدت عرابتها في كل أعمالها الخيرية ، وذكّرت نفسها انها لم تكن تطمع في الحصول على شيء ، العمة غريس هي التي أصرت دائما على توفير كل ما تحتاج اليه كريستينا في حالة حدوث شيء طارىء لها ، مع انها لم تحدد ما الذي تعنيه بذلك ، ورددت كل هذا على مسامعها مرة تلو الأخرى ، خاصة عندما كانت تقترح كريستينا حصولها على مؤهلات لمهنة لائقة، فتعترض عليها .
------------
وطالما سمعت الآنسة غرانثم وهو اللأسم الأول لعمتها تقول : " لا حاجة الى المؤهلات يا عزيزتي ، أعدك أنه لن يعوزك شيء ، وسوف أولي عناية خاصة لهذه المسألة ، لا تقلقي". وها هي كريستينا الآن تجد نفسها بدون عمل أو أي ضمان آخر ومحرومة من الجلوس في بتها القديم ، والتفكير بالمستقبل بروية ، تنهدت باسى ونظرت من النافذة محدّقة في حديقة الخضار الصغيرة حيث صرفت مع العمة غريس ساعات طويلة من العمل المضني الى ان سقطت صريعة مرض عضال.
------------
علت وجهها إبتسامة عابرة وهي تفكر في نشر إعلان صحفي يعلن عن مواهبها الخاصة : " فتاة كفؤة ، في التاسعة عشرة من عمرها ، تملك خبرة محدودة في طهي الطعام ، وزرع الخضار ، والضرب على الآلة الكاتبة ، ورعاية المرضى ...".
------------
بدا لها أن اللائحة طويلة لا تنتهي ، ولكن لا بد لها من الإقرار بعجزها عن إتقان اية مهنة ، وهل يوجد شخص آهر يرضى بخدماتها مثل العمة غريس ؟ راودتها شكوك كثيرة . لقد وجدت نفسها تعيش فجأة مع عرابتها عندما تعرضت والدتها لنوبة قلبية ، بعد ان فقدت زوجها ، وكريستينا لا تزال طفلة صغيرة. وواظبت كريستينا على الذهاب الى مدرستها ،مدركة ان عمتها غريس هي التي تدفع رسوم التعليم ، كما كانت تفعل منذ البداية.
------------
وما ان بلغت سن السادسة عشرة حتى طلبت منها العمة غريس التوقف عن الدراسة ، وملازمتها في البيت ، فتخلت عن متابعة الدراسة وخضعت للأمر الواقع ، وهي لا تنكر مدى راحتها في العيش مع عرابتها ، والسكن ضمن أجواء قرية جميلة كانت عمتها احد وجوهها البارزة. وبذلت جهدا خاصا لأيجاد رايطة ودية بينها وبين عمتها القاسية ، وذات الاراء المتزمتة ، فقد كانت ضد تحرر المرأة ، بأي شكل من الأشكال ، وترى ان كل إمرأة تحتاج الى رجل ليرعاها ويحميها من ( عوادي الزمان ) بدون أن تحدد ما الذي تعنيه تماما

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة